صحيفة : تزويد مخيم "أمبيره" ولأولا مرة بسيارة إسعاف مجهزة

أإشوركيت ( أنباء الصحف ) : في منطقة نائية بجنوب شرق موريتانيا، يُعيد أكثر من 60 ألف لاجئ مالي نازحين بسبب النزاع بناء حياتهم. حتى وقت قريب، كانت أي حالة طوارئ طبية في مخيم مبيرا للاجئين أشبه بسباق مع الزمن.

ونظرًا لوجود أقرب مستشفى في باسكنو، على بُعد أكثر من 60 كيلومترًا، وعدم توفر سيارة إسعاف، اضطرت النساء الحوامل والمرضى في حالات حرجة إلى السفر بدراجة نارية أو عربة يجرها حمار، مما كان له عواقب وخيمة في كثير من الأحيان.

تغير هذا الوضع في وقت سابق من هذا العام عندما أرسلت وزارة الصحة الموريتانية، بدعم من منظمة الصحة العالمية وشركائها، سيارة إسعاف مجهزة بالكامل إلى مخيم مبيرا. وبفضل طاقمها المُدرّب، تُتيح هذه السيارة إخلاءً سريعًا، لا سيما في حالات الطوارئ التوليدية وحالات الصدمات.

تقول مارياتا، وهي أم لاجئة لثلاثة أطفال تبلغ من العمر 32 عامًا، نُقلت بسلام إلى مركز باسيكنو الصحي في حالة حمل شديد الخطورة: "كنا نخشى الأسوأ. أما الآن فنشعر بالأمان".

يلاحظ العاملون الصحيون في الخطوط الأمامية أيضًا تغييرًا جذريًا. يوضح إبراهيم، وهو ممرض في المركز الصحي بالمخيم: "كنا عاجزين في مواجهة حالات الطوارئ. الآن يمكننا التصرف بسرعة وكفاءة. يصل المرضى في الوقت المحدد لتلقي العلاج، والنتائج آخذة في التحسن".

في الأشهر القليلة الأولى، سهّلت سيارة الإسعاف العديد من عمليات الإجلاء في حالات الطوارئ، مما حسّن معدلات البقاء على قيد الحياة وعزز ثقة المجتمع بالنظام الصحي. ويكمل هذا الدعم الأوسع الذي تقدمه منظمة الصحة العالمية لتعزيز الخدمات الصحية في المخيم، بما في ذلك من خلال بناء قدرات الموظفين، وتحسين سلاسل الإمداد، ومراقبة الأمراض.

يُعد هذا التدخل جزءًا من جهود منظمة الصحة العالمية المستمرة لتعزيز التأهب للطوارئ وأنظمة صحية مرنة في البيئات الهشة والإنسانية، من أجل إنقاذ الأرواح، والحفاظ على الكرامة، وتعزيز الصحة للجميع.

قالت الدكتورة شارلوت ندياي، ممثلة منظمة الصحة العالمية في موريتانيا: "نحن ملتزمون بضمان استفادة الجميع، حتى في ظل ظروف هشة كهذه، من خدمات صحية منقذة للحياة". وأضافت: "كل حياة تُنقذ تُذكرنا بما يمكن أن تحققه الاستجابة السريعة والشراكة القوية".

المصدر:

https://www.afro.who.int/fr/countries/mauritania/news/des-vies-sauvees-l...