.gif)
.jpg)
أغشوركيت ( أنباء الصحف ) : في ظل التحولات الجيوسياسية والاقتصادية التي يشهدها شمال وغرب إفريقيا، تبرز موريتانيا كدولة صحراوية صغيرة الحجم (أقل من خمسة ملايين نسمة) لكنها تلعب دوراً متزايد الأهمية في منطقة الساحل.
كانت موريتانيا لفترة طويلة على هامش الديناميكيات الإقليمية، لكنها اليوم تشكل نقطة ارتكاز استراتيجية لا غنى عنها في الربط بين المحيط الأطلسي والصحراء الكبرى، وبين المغرب العربي وغرب إفريقيا.
جغرافياً، تحكم موريتانيا ممرات حيوية للطرق الطاقية والتجارية، حيث تمر عبرها مشاريع كبرى مثل خط أنابيب الغاز نيجيريا-المغرب ومبادرة الأطلسي التي تدعمها الرباط. هذه المشاريع تجعل من موريتانيا مفتاحاً لنجاح أي جهود ربط بين دول الساحل وإفريقيا الغربية، وهو ما يزيد من وزنها السياسي رغم محدودية قوتها العسكرية والدبلوماسية مقارنة بجيرانها.
دبلوماسياً، تتبع موريتانيا سياسة حيادية فعالة، تحافظ من خلالها على علاقات متوازنة مع المغرب والجزائر ودول غرب إفريقيا، ما يمنحها موقع الوسيط والممر الآمن بين الأطراف المتنافسة.
كما أن اكتشاف حقول الغاز البحرية على حدودها مع السنغال عزز من موقعها الاقتصادي وجعلها شريكاً استراتيجياً في مجال الطاقة.
كل هذه العوامل تجتمع لتجعل من موريتانيا لاعباً صامتاً لكنه محوري في مستقبل منطقة الساحل، حيث تتشكل موازين قوى جديدة بعيداً عن الأضواء.
